الجوهرة الاقتصادية
السوق السعودية تحت المجهر: لماذا يتراجع تاسي رغم مؤشرات الانتعاش؟
مقدمة
شهدت السوق المالية السعودية في الآونة الأخيرة تراجعًا في مؤشر “تاسي”، على الرغم من وجود مؤشرات إيجابية في بعض القطاعات الاقتصادية. هذا التباين في الأداء يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، وتأثيره على المستثمرين والاقتصاد السعودي بشكل عام.
أداء مؤشر تاسي وانعكاساته*
مؤشر **”تاسي”** (TASI) يُعد المقياس الرئيسي لأداء السوق المالية السعودية، حيث يعكس أداء الشركات المدرجة وتأثير العوامل الاقتصادية عليها. ورغم وجود بعض التحسن في قطاعات معينة، مثل الطاقة والصناعات التحويلية، إلا أن المؤشر العام سجل انخفاضًا بسبب عدة عوامل رئيسية.
أسباب التراجع رغم مؤشرات الانتعاش*
هناك عدة أسباب يمكن أن تفسر هذا التراجع، أبرزها:
1.التقلبات في أسعار النفط
نظرًا لاعتماد الاقتصاد السعودي بشكل رئيسي على النفط، فإن أي انخفاض في أسعاره يؤدي إلى تراجع ثقة المستثمرين، مما يؤثر سلبًا على السوق المالية.
2. الضغوط الاقتصادية العالمية*
التوترات الجيوسياسية، وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، إلى جانب التضخم، تسببت في تراجع شهية المستثمرين، ما انعكس على أداء الأسواق الخليجية، ومنها السوق السعودية.
3. تغييرات في السياسات النقدية*
قرارات مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) فيما يخص رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم أثرت على السيولة في السوق، مما أدى إلى انخفاض التداولات وانخفاض قيمة الأسهم.
4. جني الأرباح بعد موجة صعود**
شهد السوق في الفترات الماضية موجة ارتفاع قوية، مما دفع بعض المستثمرين إلى بيع أسهمهم لجني الأرباح، وهو ما ضغط على المؤشر ودفعه نحو التراجع.
5. ضعف أداء بعض القطاعات
على الرغم من الأداء الإيجابي لبعض القطاعات مثل الطاقة، إلا أن تراجع أسهم البنوك والعقار أثر سلبًا على المؤشر العام، خاصة أن هذه القطاعات تُعد من المحركات الرئيسية للسوق.
كيف يتعامل المستثمرون مع هذا التراجع؟*
– تنويع المحفظة الاستثمارية** لتقليل المخاطر.
– **الاستثمار في القطاعات الأقل تأثرًا بالتقلبات**، مثل الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا.
– متابعة التوقعات الاقتصادية والسياسات النقدية** للتنبؤ بحركة السوق.
الخاتمة*
رغم تراجع **تاسي**، لا تزال هناك فرص استثمارية في السوق السعودية، خاصة مع استمرار المشاريع الضخمة ضمن رؤية 2030، مما يجعل الأسواق المالية أكثر جاذبية على المدى الطويل. يبقى التحدي الأساسي هو التعامل بحكمة مع التقلبات قصيرة المدى، والاستثمار بناءً على دراسات وتحليلات دقيقة.
أداء مؤشر “تاسي” في فبراير 2025
20 فبراير 2025: أغلق مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) عند مستوى 12,388.15 نقطة، مرتفعًا بنسبة 0.57% عن الجلسة السابقة.
20 فبراير 2025: أنهى المؤشر جلسة التداول على ارتفاع طفيف بمقدار 3 نقاط، مغلقًا عند 12,388 نقطة، مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند 12,385 نقطة.
20 فبراير 2025: سجّل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 0.6%، ليغلق عند 12,388 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 6 مليارات ريال.
أداء القطاعات الرئيسية
قطاع البنوك: شهد المؤشر الفرعي للقطاع ارتفاعًا بنسبة 0.80%، مما يعكس أداءً إيجابيًا للبنوك المدرجة.
قطاع الرعاية الصحية: ارتفع مؤشر القطاع بنسبة 0.60%، مما يشير إلى نمو في أسهم الشركات الصحية.
قطاع الإعلام والترفيه: سجّل انخفاضًا بنسبة 1.73%، مما يدل على تراجع في أداء هذا القطاع.
توقعات النمو الاقتصادي
توقّع البنك الدولي نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.7% خلال عامي 2025 و2026، مدعومًا بزيادة إنتاج النفط واستقرار القطاع غير النفطي عند حوالي 4.5%.
أشارت تقارير أخرى إلى أن الاقتصاد السعودي مرشح لتحقيق أفضل نمو في ثلاثة أعوام، مع توقعات بنمو يتراوح بين 4.6% و4.7% في عام 2025، مما يجعله من بين أعلى الاقتصادات نموًا ضمن مجموعة العشرين.
ملاحظات إضافية
شهد معدل التداول اليومي خلال الأسبوع الماضي انخفاضًا بنسبة 2%، ليصل إلى 5.43 مليار ريال، مقارنة بـ 5.53 مليار ريال في الأسبوع الذي سبقه.
من المتوقع أن يشهد السوق السعودي عطلة رسمية يوم الأحد، 23 فبراير 2025، بمناسبة يوم التأسيس، على أن تستأنف التداولات يوم الإثنين التالي.
هذه الأرقام والتفاصيل تعكس الحالة الراهنة للسوق المالية السعودية حتى تاريخ 22 فبراير 2025
